سرطان الرئة هو السبب الأكثر شيوعا للوفاة في كل من الرجال و النساء في جميع أنحاء العالم, و قدرت جمعية السرطان الاميركية أنه يتم تشخيص 222520 حالة جديدة من سرطان الرئة في الولايات المتحدة و قد تصل الي 157300 حالة وفاة بسبب سرطان الرئة يمكن أن تحدث في عام 2010.
و وفقًا لمعهد السرطان القومي الأمريكي حوالي واحد من كل 14 رجل و سيدة في الولايات المتحدة يكون مصاب سرطان الرئة في مرحلة ما من حياتهم.
سرطان الرئة هو مرض في الغالب يصيب كبار السن؛ تقريبًا 70 ٪ من المصابين بمرض سرطان الرئة أكبر من 65 سنة من العمر، في حين أن أقل من 3 ٪ من سرطانات الرئة تحدث في الناس تحت 45 سنة من العمر.
سرطان الرئة لم يكون شائعًا قبل سنة 1930 و لكن هناك زيادة كبيرة على مدى العقود التالية مثل ظاهرة التدخين المتزايدة في كثير من البلدان النامية, و كثرة حالات الإصابة بسرطان الرئة قد تكون بداية لتثقيف الشعوب في تلك البلاد بشأن مخاطر التدخين و تطبيق برامج فعالة لوقف عادة التدخين.
ومع ذلك ، سرطان الرئة لا يزال من بين الأنواع الأكثر شيوعا من أمراض السرطان بالنسبة الرجال والنساء في جميع أنحاء العالم.
في الولايات المتحدة ، قد تجاوز سرطان الرئة سرطان الثدي و السبب الأكثر شيوعا وراء وفيات السرطان من النساء.
ما الذي يسبب سرطان الرئة؟
التدخين:
حالات الإصابة بسرطان الرئة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتدخين السجائر، فحوالي 90 ٪ من سرطانات الرئة الناجمة عن استخدام التبغ الذي يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة مع زيادة عدد السجائر المدخنة و الفترة الزمنية لعادة التدخين؛ يشير الأطباء إلى هذا الخطر من حيث سنوات التدخين و بداية تاريخ التدخين (عدد علب السجائر المدخنة في اليوم الواحد مضروبة في عدد سنوات التدخين), على سبيل المثال، الشخص الذي يدخن علبتين من السجائر يوميًا لمدة 10 سنوات تاريخ تدخينه 20 عامًا) و هكذا . .
الارجيلة يمكن أيضًا أن تسبب سرطان الرئة، و على الرغم من أن المخاطر ليست عالية كما هو الحال في تدخين السجائر, كما أن الشخص الذي يدخن علبة سجائر يوميًا لديه خطر الإصابة بسرطان الرئة الذي هو 25 مرة أعلى من غير المدخين .
دخان التبغ يحتوي على أكثر من 4000 مركب كيميائي، و كثير منها قد ثبت أنها تكون مسببة للسرطان أو مسرطنة.
المواد المسرطنة الأساسية في دخان التبغ هي مواد كيميائية تعرف باسم نيتروسامينيز و الهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات.
خطر الإصابة بسرطان الرئة ينخفض بعد الإقلاع عن التدخين كما تنمو الخلايا الطبيعية و تحل محل الخلايا التالفة في الرئة.
خطر الإصابة بسرطان الرئة إلى النهج الذي يبدأ من غير المدخنين حوالي 15 سنوات بعد التوقف عن التدخين.
التدخين السلبي:
التدخين السلبي أو استنشاق دخان التبغ من قبل غير المدخنين يضرهم بما يعادل أضرار أربع مدخنين، هو أيضا عامل خطر لتطور سرطان الرئة, و قد أظهرت الأبحاث أن غير المدخنين الذين يقيمون مع مدخنين يحتمل إصابتهم بأضرار و مخاطر سرطان الرئة بنسبة تزيد عن 24 ٪ .
ما يقدر ب 3000 حالة وفاة بسرطان الرئة التي تحدث سنويًا في الولايات المتحدة يمكن أن تحدث بسبب التدخين السلبي.
ألياف الاسبستوس:
اﻷسبستوس أو الأمينت بالإنجليزية Asbestos ، هي مواد غير عضوية تحتوي على العديد من المعادن الطبيعية التي يدخل في تركيبها أملاح السيليكات إلا أنها تختلف عن بعضها في التركيب الكيميائي و الخواص الطبيعية لإختلاف كميات الماغنسيوم و الحديد و الصوديوم و الأوكسجين و الهيدروجين فيها.
يستخدم الأسبستوس في مجال البناء و تسقيف المنازل و العوازل الداخلية و الخارجية و أنابيب صرف المياه و الأدخنة و التهوية، و تعتبر صناعة الأسمنت الأسبستوسي من أكثر الصناعات استهلاكاً للكريسوتايل إذ تصل نسبتها إلى 85%.
و تدخل ألياف الأسبستوس في صناعة أغلفة الأبواب المقاومة للحريق و الخزائن الفولاذية، كما تستخدم في صناعة الملابس الواقية من الحريق و كوابح السيارات و بعض أجزاء السيارات و كذلك كمادة عازلة للكابلات و الأسلاك و اللوحات الكهربائية.
ألياف الاسبتوس و ألياف السيليكات يمكن أن تستمر لمدى الحياة في أنسجة الرئة بعد التعرض لها في أي مجال من تلك المجالات و خاصة مكان العمل هو مصدر الشائع للتعرض لالياف الاسبستوس، كما كان يستخدم على نطاق واسع الأسبستوس في الماضي على حد سواء العزل الحراري .
اليوم محظور الاستخدام في كثير من البلدان بما فيها الولايات المتحدة، و يؤدي التعرض للاسبستوس إلي الإصابة بسرطان الرئة و خاصة الورم المتوسط ( في غشاء الرئة و كذلك من بطانة من تجويف البطن يسمى البريتوني) , و يزيد تدخين السجائر بشكل كبير من فرصة تطور سرطان الرئة مع التعرض للاسبستوس.
العمال الذين يتعرضون للأسبستوس الذين لا يدخنون لديهم مخاطر أكبر خمس مرات من الإصابة بسرطان الرئة من غير المدخنين، و لكن عمال الأسبستوس الذين يدخنون لديهم مخاطر 50% أكبر من غير المدخنين.
غاز الرادون:
غاز الرادون هو غاز خامل كيميائيا الذي ينتج عن الاضمحلال الطبيعي لليورانيوم, اليورانيوم يضمحل لتشكيل غازات، بما فيها غاز الرادون، و التي تنبعث منه نوع من الإشعاعات المؤينة, غاز الرادون هو سبب معروف للإصابة بسرطان الرئة، مع وجود 12 ٪ من الوفيات المقدرة للسرطان الرئة نتيجة التعرض لغاز الرادون، أو حوالي 20000 حالة وفاة سنويا بسرطان الرئة ذات الصلة بهذا الغاز في الولايات المتحدة، مما يجعل الرادون السبب الرئيسي الثاني للسرطان الرئة في الولايات المتحدة كما هو الحال مع التعرض لمادة الأسبستوس.
و التدخين يزيد كثيرًا من خطر الاصابة بسرطان الرئة مع التعرض للرادون, و يمكن التعرض لغاز الرادون من خلال التربة التي تدخل المنازل من خلال الثغرات الموجودة فيه، أو فتحات الأنابيب و الصرف الصحي و غيرها.
غاز الرادون عديم الرائحة و غير مرئي، و لكن يمكن الكشف عنه مع مجموعات اختبار بسيط.
استعداد عائلي:
ترتبط غالبية سرطانات الرئة مع تدخين التبغ ، و لكن ليس كل المدخنين يصابون بسرطان الرئة بسبب التدخين و لكن هناك عوامل أخرى، مثل القابلية الوراثية الفردية، قد تلعب دورًا في الإصابه بسرطان الرئة.
و قد أظهرت العديد من الدراسات أن سرطان الرئة أكثر احتمالا أن يحدث في كل من المدخين و غير المدخنين و لديهم في عائلاتهم مصابين بمرض سرطان الرئة، و في أكبر دراسة لجينية سرطان الرئة التي أجريت من أي وقت مضى ، شارك فيها أكثر من 10000 شخص من 18 بلدًا, حددت منطقة صغيرة في (الحمض النووي) الذي يحتوي على الجينات الوراثية التي تظهر زيادة الحساسية للسرطان الرئة لدى المدخنين, جينات محددة ، و تقع كروموسوم 15 ، و هي رمز للالبروتينات التي تتفاعل مع النيكوتين و السموم الأخرى التبغ .
أمراض الرئة:
وجود أمراض معينة من الرئة و خاصة مرض الانسداد الرئوي المزمن (المرض)، و يرتبط بزيادة التعرض لخطر سرطان الرئة و تتطوره و خاصة أن تلك الأمراض ناجمة عن آثار تدخين السجائر.
تاريخ سابق للإصابة بسرطان الرئة:
الناجون من سرطان الرئة لديهم خطر أكبر للاصابة للمرة الثانية و تطور مرض سرطان الرئة, الناجون من سرطان الرئة غير صغير الخلية (NSCLCs) لديهم مخاطر من 1 ٪ -2 ٪ سنويا للإصابة بسرطان الرئة للمره الثانية, أمّا الناجون من سرطان الرئة صغير الخلية (SCLCs ) فلديهم خطورة الإصابة التانية بنسبة 6 ٪ سنويا.
تلوث الهواء:
تلوث الهواء من السيارات و الصناعة و محطات توليد الكهرباء يزيد من احتمالات الإصابة بسرطان الرئة عند الأشخاص الذين تعرضوا إليه, و يصل إلى 1 ٪ من وفيات سرطان الرئة يمكن أن تكون بسبب تنفس الهواء الملوث، و يعتقد الخبراء أن التعرض لفترات طويلة للهواء الملوث للغاية يمكن أن ينطوي على خطر تطور سرطان الرئة و هي خطورة مماثلة لخطورة التدخين السلبي.
